كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وقوله: {سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ} فالعاكف من كان من أهل مكّة. والباد من نزع إليه بحجّ أو عمرة. وقد اجتمع القراء على رفع سَواءً هاهنا. وأما قوله في الشريعة:
{سَواءً مَحْياهُمْ مَماتُهُمْ} فقد نصبها الأعمش وحده، ورفعها سائر القراء. فمن نصب أوقع عليه {جَعَلْناهُ} ومن رفع جعل الفعل واقعا على الهاء واللام التي في الناس، ثم استأنف فقال: {سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ} ومن شأن العرب أن يستأنفوا بسواء إذا جاءت بعد حرف قد تمّ به الكلام فيقولون: مررت برجل سواء عنده الخير والشرّ. والخفض جائز. وإنما اختاروا الرفع لأن سَواءً في مذهب واحد، كأنك قلت: مررت على رجل واحد عنده الخير والشرّ. ومن خفض أراد: معتدل عنده الخير الشرّ. ولا يقولون: مررت على رجل معتدل عنده الخير والشر لأنّ معتدل فعل مصرّح، وسواء في مذهب مصدر. فإخراجهم إيّاه إلى الفعل كإخراجهم مررت برجل حسبك من رجل إلى الفعل.
وقوله: {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ} دخلت الباء في إلحاد لأن تأويله: ومن يرد بأن يلحد فيه بظلم. ودخول الباء في أن أسهل منه في الإلحاد وما أشبهه لأن أن تضمر الخوافض معها كثيرا، وتكون كالشرط فاحتملت دخول الخافض وخروجه لأن الإعراب لا يتبيّن فيها، وقلّ في المصادر لتبيّن الرفع والخفض فيها. أنشدني أبو الجرّاح:
فلمّا رجت بالشّرب هزلها ** العصا شحيح له عند الإزاء نهيم

قال الفراء: نهيم من الصّوت. وقال امرؤ القيس:
ألا هل أتاها والحوادث جمّة ** بأن امرأ القيس بن تملك بيقرأ

فأدخل الباء على أنّ وهي في موضع رفع كما أدخلها على {بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ} وهو في موضع نصب. وقد أدخلوها على ما إذا أرادوا بها المصدر، يعنى الباء. وقال قيس بن زهير:
ألم يأتيك والأنباء تنمى ** بما لاقت لبون بنى زياد

وهو في ما أقل منه في أن لأنّ أن أفل شبها بالأسماء من ما. وسمعت إعرابيّا من ربيعة وسألته عن شيء فقال: أرجو بذاك، يريد: أرجو ذاك. وقد قرأ بعض القراء {ومن ترد فيه بإلحاد} من الورود، كأنه أراد: من ورده أو تورّده. ولست أشتهيها، لأنّ وردت يطلب الاسم، ألّا ترى أنك تقول: وردنا مكّة ولا تقول: وردنا في مكّة. وهو جائز تريد النزول. وقد تجوز في لغة الطائيّين لأنهم يقولون: رغبت فيك، يريدون: رغبت بك.
وأنشدني بعضهم في بنت له:
وأرغب فيها عن لقيط ورهطه ** ولَكِننى عن سنبس لست أرغب

يعنى بنته.
وقوله: {وَإِذْ بَوَّأْنا لِإبراهيم} [26] ولم يقل: بوّأنا إبراهيم. ولو كان بمنزلة قوله: {وَلَقَدْ بَوَّأْنا بَنِي إِسْرائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ} فإن شئت أنزلت {بَوَّأْنا} بمنزلة جعلنا. وكذلك سمعت في التفسير.
وإن شئت كان بمنزلة قوله: {قُلْ عَسى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ بَعْضُ} معناه: ردفكم. وكلّ صواب.
وقوله: {يَأْتُوكَ رِجالًا وَعَلى كُلِّ ضامِرٍ يَأْتِينَ} [27] {يأتين} فعل النوق وقد قرئت {يأتون} يذهب إلى الركبان. ولو قال: وعلى كل ضامر تأتى تجعله فعلا موحّدا لأن {كلّ} أضيفت إلى واحدة، وقليل في كلام العرب أن يقولوا: مررت على كل رجل قائمين وهو صواب. وأشدّ منه في الجواز قوله: {فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ} وإنما جاز الجمع في أحد، وفي كلّ رجل لأن تأويلهما قد يكون في النية موحّدا وجمعا. فإذا كان {أحدا} وكل متفرقة من اثنين لم يجز إلّا توحيد فعلهما من ذلك أن تقول: كلّ رجل منكما قائم. وخطأ أن تقول قائمون أو قائمان لأن المعنى قد ردّه إلى الواحد. وكذلك ما منكما أحد قائمون أو قائمان، خطأ لتلك العلة.
وقوله: {ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ} [29] اللام ساكنة {وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا} اللامات سواكن. سكّنهن أهل المدينة وعاصم والأعمش، وكسرهن أبو عبد الرحمن السلمى والحسن في الواو وغير الواو. وتسكينهم إيّاها تخفيف كما تقول: وهو قال ذلك، وهي قالت ذاك، تسكّن الهاء إذا وصلت بالواو. وكذلك ما كان من لام أمر وصلت بواو أو فاء، فأكثر كلام العرب تسكينها. وقد كسر بعضهم {ثُمَّ لْيَقْضُوا} وذلك لأنّ الوقوف على ثمّ يحسن ولا يحسن في الفاء ولا الواو: وهو وجه، إلّا أن أكثر القراءة على تسكين اللام في ثمّ.
وأمّا التّفث فنحر البدن وغيرها من البقر والغنم وحلق الرأس، وتقليم الأظافر وأشباهه.
وقوله: {وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعامُ إِلَّا ما يُتْلى عَلَيْكُمْ} [30] في سورة المائدة. من المنخنقة والموقوذة والمتردّية والنطيحة إلى آخر الآية.
وقوله: {فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ} [31] ممّا ردّ من يفعل على فعل. ولو نصبتها فقلت: فتخطفه الطير كان وجها. والعرب قد تجيب بكأنّما. وذلك أنها في مذهب يخيّل إلىّ وأظنّ فكأنها مردودة على تأويل أنّ ألا ترى أنك تقول: يخيّل إلىّ أن تذهب فأذهب معك. وإن شئت جعلت في كأنما تأويل جحد كأنك قلت: كأنك عربىّ فتكرم، والتأويل: لست بعربىّ فتكرم:
وقوله: {فَإِنَّها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} [32] يريد: فإن الفعلة كما قال: {إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِها لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} ومن بعده جائز. ولو قيل: فإنه من تقوى القلوب كان جائزا.
وقوله: {لَكُمْ فِيها مَنافِعُ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى} [33] يعنى البدن. يقول: لكم أن تنتفعوا بألبانها وركوبها إلى أن تسمّى أو تشعر فذلك الأجل المسمّي.
وقوله: {ثُمَّ مَحِلُّها إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ} ما كان من هدى للعمرة أو للنذر فإذا بلغ البيت نحر. وما كان للحجّ نحر بمنى. جعل ذلك بمنى لتطهر مكّة.
وقوله: {الْعَتِيقِ} أعتق من الجبابرة. حدثنا أبو العباس قال حدثنا محمد قال حدثنا الفراء قال: حدّثنى حبّان عن الكلبىّ عن أبى صالح عن ابن عبّاس قال: العتيق: أعتق من الجبابرة.
ويقال: من الغرق زمن نوح.
وقوله: {وَالْمُقِيمِي الصَّلاةِ} [35] خفضت {الصَّلاةِ} لمّا حذفت النون وهي في قراءة عبد اللّه {والمقيمين الصلاة} ولو نصبت {الصلاة} وقد حذفت النون كان صوابا. أنشدني بعضهم:
أسيّد ذو خريّطة نهارا ** من المتلقّطى قرد القمام

وقرد وإنما جاز النصب مع حذف النون لأن العرب لا تقول في الواحد إلّا بالنصب.
فيقولون: هو الآخذ حقّه فينصبون الحقّ، لا يقولون إلّا ذلك والنون مفقودة، فبنوا الاثنين والجميع على الواحد، فنصبوا بحذف النون. والوجه في الاثنين والجمع الخفض لأن نونهما قد تظهر إذا شئت، وتحذف إذا شئت، وهي في الواحد لا تظهر. فلذلك نصبوا. ولو خفض في الواحد لجاز ذلك. ولم أسمعه إلا في قولهم: هو الضارب الرجل، فإنهم يخفضون الرجل وينصبونه فمن خفضه شبّهه بمذهب قولهم: مررت بالحسن الوجه فإذا أضافوه إلى مكنىّ قالوا: أنت الضاربه وأنتما الضارباه وأنتم الضاربوه. والهاء في القضاء عليها خفض في الواحد والاثنين والجمع. ولو نويت بها النصب كان وجها، وذلك أنّ المكنى لا يتبيّن فيه الإعراب. فاغتنموا الإضافة لأنها تتّصل بالمخفوض أشدّ ممّا تتصل بالمنصوب، فأخذوا بأقوى الوجهين في الاتّصال. وكان ينبغى لمن نصب أن يقول: هو الضارب إيّاه ولم أسمع ذلك.
وقوله: {صَوافَّ} [36]: معقولة وهي في قراءة عبد اللّه {صوافن} وهي القائمات. وقرأ الحسن {صوافى} يقول: خوالص للّه.
وقوله: {الْقانِعَ وَالْمُعْتَرَّ} القانع: الذي يسألك فما أعطيته من شيء قبله. والمعترّ: ساكت يتعرّض لك عند الذبيحة، ولا يسألك.
وقوله: {لَنْ يَنالَ اللَّهَ لُحُومُها} [37] اجتمعوا على الياء. ولو قيل تنال كان صوابا. ومعنى ذلك أن أهل الجاهلية كانوا إذا نحروها نضحوا الدماء حول البيت. فلمّا حجّ المسلمون أرادوا مثل ذلك فأنزل اللّه عز وجل لن ينال اللّه لحومها ولا دماؤها ولَكِن يناله التقوى منكم: الإخلاص إليه.
وقوله: {إِنَّ اللَّهَ يُدافِعُ} [38] و{يدفع} وأكثر القراء على {يُدافِعُ} وبه أقرأ. وقرأ أبو عبد الرحمن السّلمى {يدافع}، {ولولا دفاع اللّه} وكلّ صواب.
وقوله: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ} [39] {يُقاتَلُونَ} ومعناه: أذن اللّه للذين يقاتلون أن يقاتلوا. هذا إذا أنزلت {فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ} وقرئت {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا} والمعنى أذن لهم أن يقاتلوا وكلّ صواب.
وقوله: {الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ} [40] يقول لم يخرجوا إلّا بقولهم: لا إله إلا اللّه.
فإن شئت جعلت قوله: {إِلَّا أَنْ يقولوا رَبُّنَا اللَّهُ} في موضع خفض تردّه على الباء في {بِغَيْرِ حَقٍّ} وإن شئت جعلت أن مستثناة كما قال: {إِلَّا ابتغاء وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلى}.
وقوله: {لهدّمت صوامع وبيع} وهي مصلّى النصارى والصوامع للرهبان وأما الصلوات فهى كنائس اليهود والمساجد مساجد الإسلام ومعنى التهديم أن اللّه قال قبل ذلك {وَلولا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ} يدفع بأمره وأتباعه عن دين كل نبىّ إلى أن بعث اللّه محمّدا صلى الله عليه وسلم.
وقوله: {فَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ} [45] البئر والقصر يخفضان على العطف على العروش وإذا نظرت في معناها وجدتها ليست تحسن فيها على لأن العروش أعالى البيوت، والبئر في الأرض وكذلك القصر، لأن القرية لم تخو على القصر. ولَكِنه أتبع بعضه بعضا، كما قال: {وَحُورٌ عِينٌ كَأَمْثالِ اللُّؤْلُؤِ} ولو خفضت البئر والقصر- إذا نويت أنهما ليسا من القرية- بمن كأنك قلت: كم من قرية أهلكت، وكم من بئر ومن قصر. والأول أحبّ إلىّ.
وقوله: {وَإِنَّ يَوما عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَا تَعُدُّونَ} [47]. ويقال يوم من أيّام عذابهم في الآخرة كألف سنة ممّا تعدون في الدنيا.
وقوله: {فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ} [46] الهاء هاء عماد توفّى بها إنّ. يجوز مكانها إنّه وكذلك هى قراءة عبد اللّه {فانه لا تعمى الأبصار ولَكِن تعمى القلوب التي في الصّدور} والقلب لا يكون إلا في الصدر، وهو توكيد ممّا تزيده العرب على المعنى المعلوم كما قيل {فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ} والثلاثة والسّبعة معلوم أنهما عشرة. ومثل ذلك نظرت إليك بعيني. ومثله قول اللّه {يقولونَ بِأَفْواهِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ} وفي قراءة عبد اللّه {إِنَّ هذا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ أنثى} فهذا أيضا من التوكيد وإن قال قائل. كيف انصرف من العذاب إلى أن قال: {وَإِنَّ يَوما عِنْدَ رَبِّكَ} فالجواب في ذلك أنهم استعجلوا العذاب في الدنيا فأنزل اللّه على نبيّه {وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ} أي في أن ينزل بهم العذاب في الدنيا. فقوله: {وَإِنَّ يَوما عِنْدَ رَبِّكَ} من عذابهم أيضا. فهو متّفق: أنهم يعذّبون في الدنيا والآخرة أشدّ.
وقوله: {مُعاجِزِينَ} [51] قراءة العوامّ {معاجزين} ومعنى معاجزين معاندين ودخول في كما تقول: سعيت في أمرك وأنت تريد: أردت بك خيرا أو شرا. وقرأ مجاهد وعبد اللّه بن الزبير {معجّزين} يقول: مثبّطين.
وقوله: {وما أرسلنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلَّا} [52] فالرسول النبي المرسل، والنبي:
المحدّث الذي لم يرسل.
وقوله: {إِلَّا إِذا تَمَنَّى} التمنّى: التلاوة، وحديث النفس أيضا.
وقوله: {فَتُصْبِحُ الأرض مُخْضَرَّةً} [63] رفعت {فَتُصْبِحُ} لأنّ المعنى في {أَلَمْ تَرَ} معناه خبر كأنك قلت في الكلام: اعلم أنّ اللّه ينزل من السماء ماء فتصبح الأرض. وهو مثل قول الشاعر:
ألم تسأل الربع القديم فينطق ** فهل تخبرنك اليوم بيداء سملق

أي قد سألته فنطق. ولو جعلته استفهاما وجعلت الفاء شرطا لنصبت: كما قال الآخر:
ألم تسأل فتخبرك الديارا ** عن الحىّ المضلّل حيث سارا

والجزم في هذا البيت جائز كما قال:
فقلت له صوّب ولا تجهدنّه ** فيذرك من أخرى العطاة فتزلق

فجعل الجواب بالفاء كالمنسوق على ما قبله.
وقوله: {مَنْسَكًا} و{منسكا} [67] قد قرئ بهما جميعا. والمنسك لأهل الحجاز والمنسك لبنى أسد، والمنسك في كلام العرب: الموضع الذي تعتاده وتألفه ويقال: إن لفلان منسكا يعتاده في خير كان أو غيره. والمناسك بذلك سميت- واللّه أعلم- لترداد الناس عليها بالحجّ والعمرة.
وقوله: {يَكادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آياتِنا} [72] يعنى مشركى أهل مكّة، كانوا إذا سمعوا الرجل من المسلمين يتلو القران كادوا يبطشون به.
وقوله: {النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ} ترفعها لأنها معرفة فسّرت الشرّ وهو نكرة. كما تقول: مررت برجلين أبوك وأخوك. ولو نصبتها بما عاد من ذكرها ونويت بها الاتّصال بما قبلها كان وجها. ولو خفضتها على الباء {فأنبئكم} بشرّ من ذلكم بالنار كان صوابا. والوجه الرفع.
وقوله: {الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ} [73] الطالب الآلهة والمطلوب الذباب. وفيه معنى المثل.
وقوله: ما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ [74] أي ما عظّموا اللّه حقّ تعظيمه. وهو كما تقول في الكلام: ما عرفت لفلان قدره أي عظمته وقصّر به صاحبه.
وقوله: {اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا} [75] اصطفى منهم جبريل وميكائيل وملك الموت وأشباههم. ويصطفى من الناس الأنبياء.
وقوله: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا} [77] كان الناس يسجدون بلا ركوع، فأمروا أن تكون صلاتهم بركوع قبل السجود.
وقوله: {فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} [78] من ضيق.
وقوله: {مِلَّةَ أَبِيكُمْ} نصبتها على: وسّع عليكم كملّة أبيكم إبراهيم لأن قوله: {وما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} يقول: وسّعه وسمّحه كملّة إبراهيم، فإذا ألقيت الكاف نصبت. وقد تنصب {ملة إبراهيم} على الأمر بها لأن أول الكلام أمر كأنّه قال: اركعوا والزموا ملّة إبراهيم.
وقوله: {مِنْ قَبْلُ وَفِي هذا} يعنى القران. اهـ.
{كل مرضعة} [2] إذا أريد فعل الأرضاع فهي مرضعة، وإذا أريدت الصفة فمرضع، مثل: شاة مقرب، وامرأة طالق. {كتب عليه} [4] على الشيطان. {أنه من تولاه} اتبعه. {فأنه} فأن الشيطان {يضله}. {مخلقة} [5]
مخلوقة تامة التصوير. {لنبين لكم} [5] أي: بدء خلقكم وترتيب إنشائكم. {ثم نخرجكم طفلًا} [5] الطفل اسم الجنس، يتناول الواحد والكثير. {هامدة} غبراء يابسة. قال الأعشى:
قالت قتيلة ما لجسمك شاحبًا ** وأرى ثيابك باليات همدا

{اهتزت} استبشرت وتحركت بنباتها. {وربت} انتفخت. وقيل: تضاعفت. وقيل: ارتفعت وطالت. كما قال الفرزدق:
لجارية بين السليل عروقها ** وبين أبي الصهباء من آل خالد

أحق بإغلاء المهور من التي ربت ** وهي تنزو في حجور الولائد

{من كل زوج} من كل نوع. وقيل: لون. {بهيج} يبهج من رآه.